مدونة الأسرة بين النص و التطبيق من خلال العمل القضائي pdf

مدونة الأسرة بين النص و التطبيق من خلال العمل القضائي pdf

مدونة الأسرة بين النص و التطبيق من خلال العمل القضائي pdf

تقدیم

تشكل مدونة الأسرة في أبعادها القانونية والاجتماعية والحقوقية وفي تطبيقاتها القضائية وغيرها موضوعا ومادة للكثير من الاجتهاد والنقاش وأحيانا السجال الفكري. و بما أن المدونة تصبو في جوهرها ومبدئها ومنتهاها إلى تحقيق المساواة بين النساء والرجال. فإن الأمر غالبا ما يؤول إلى نقاش حول الصعوبات والعوائق الاجتماعية والاقتصادية والقانونية. التي تحول دون تحقق المساواة المذكورة على أرض الواقع، والتي تكرس نوعا من الدونية وازدواجية المعايير. و تساعد من ثم على التمييز ضد النساء.

و في هذا الإطار ارتأينا في الجمعية الديموقراطية لنساء المغرب ننجز هذه الدراسة من أجل تحليل بعض مقتضيات مدونة الأسرة. التي تطرح إشكاليات كبرى من خلال التركيز على جانب واحد، هو العمل القضائي لمحكمة النقض في مجال تطبيق مدونة الأسرة وتفسيرها. على اعتبار أنها أعلى هرم للسلطة القضائية ومحكمة قانون، ومن المفروض فيها أن تسهر على توحيد الرؤية القانونية ومنهج القراءة القانونية للنصوص وتطبيقها.

إن من شأن هذا العمل أن يكشف أكثر من ذلك عن درجة احترام الحقوق الإنسانية للنساء ومستوى تحقيق المساواة. بين الرجل والمرأة باعتبارها مبدأ وحقا دستوريين ومكسبا رئيسا من المكاسب التي جاءت بها مدونة الأسرة لسنة 2004.

مدونة الأسرة بين النص و التطبيق من خلال العمل القضائي

وبما أنه من الصعب القيام بدراسة شاملة للعمل القضائي لمحكمة النقض في مدونة الأسرة. فإنه سيتم التركيز على موضوعات محددة نظرا للاعتبارات التالية : كونها تتصل بمقتضيات جوهرية. إن لم نقل استراتيجية في البناء القانوني للمدونة.

كونها تتصل بمقتضيات تتضمن قاعدة واستثناء؛ كونها تستثير المرجعيات الفكرية أو غيرها لدى الأشخاص الموكول إليهم. أمر تفسير النصوص المتصلة بها وتطبيقها؛ ا كونها تسمح بإبراز الارتباط الوثيق بين ثبات النص وحركية المعنى.

و قد اعتمدت الدراسة في معالجة هذه الموضوعات منهجا استقرائيا وتحليليا يقوم أساسا على بسط المقتضيات القانونية ذات الصلة. مع بيان مضمونها، متنا وروحا ومقصـدا، ومع عرض الجوانب المسطرية إن وجدت، والشروط والحالات إن وردت.

و يمكن عند الاقتضاء نهج المقارنة مع نص مدونة الأحوال الشخصية السابق. من أجل إبراز المستجدات وأسباب النزول والغايات، ثم استعراض العمل القضائي في تباينه أو وحدته. كما في انزياحاته حسب الأحوال، وتحليله من خلال تعليلاته ومدى انسجامها مع نصوص المدونة.

مدونة الأسرة بين النص و التطبيق من خلال العمل القضائي

واستندت في ذلك على ثمانية عشر قرارا صادرا عن محكمة النقض، تم الحصول عليها من خلال ما هو منشور ومتاح. بارتباط مع الموضوعات المعتمدة في الدراسة. و في هذا كبيرة في الحصول على قرارات محكمة النقض خاصة غير المنشورة منها. و هو موضوع أصبح يثير الكثير من الجدل بسبب عدم تيسير الحصول على القرارات من محكمة النقض. مما يفيد أن المعلومة المتعلقة بالعمل القضائي تبقى صعبة المنال رغم وجود بوابة إلكترونية للمحكمة ووجود مكتبة داخل المحكمة. و ما دامت الموضوعات المختارة محاور لهذه الدراسة باعتبارها قضايا إشكالية هي زواج القاصر وثبوت الزوجية وتعدد الزوجات.

و اقتسام الممتلكات و التطليق للشقاق بطلب من الزوجة والنيابة القانونية فقد ارتأينا. من أجل تقليص عدد العناوين من جهة ونظرا لوحدة الموضوع دمج ما يتصل منها بسن الزواج وشروطه. وإدراج ما له علاقة بالحقوق المالية ثم النيابة القانونية. و على هذا النحو، فإن الدراسة تحلل بعض نصوص مدونة الأسرة من خلال العمل القضائي بارتباط مع خمس موضوعاتتم تقسيمها إلى ثلاثة فصول.

الفصل الأول

الزواج بين القاعدة والاستثناء من خلال النص والتطبيق. ويعالج في ثلاثة مباحث سن الزواج وثبوت الزوجية وتعدد الزوجات.

الفصل الثاني

للآثار المالية المترتبة عن انفصام العلاقة الزوجية، وينقسم إلى مبحثين. خصص أولهما لمصير المستحقات المالية للزوجة في حال ما إذا كانت هي المطالبة بالتطليق للشقاق. و رصد الثاني لتدبير الأموال المكتسبة خلال العلاقة الزوجية وما يتصل به من اقتسام الممتلكات
.

الفصل الثالث

فقد خصص للنيابة الشرعية و إشكالاتها، علما بأن القضايا المتصلة بها مباشرة. و المعروضة على أنظار محكمة النقض بناء على طلب النقض تكاد تكون في حكم
.

وإن دراسة هذه الموضوعات من خلال العمل القضائي لمحكمة النقض وما تطرحه من إشكالات، تسمح باستنتاج خلاصات وبلورة توصيات سنوردها في نهاية الدراسة

و قبل الشروع في معالجة موضوع الدراسة، ارتأينا أن من الضروري، لاعتبارات عملية وعلمية، إدراج جرد للقرارات القضائية المعتمدة مادة لها مع بيان مراجعها وعناوينها.

إقرأ أيضا:

الوسيط في العقود الخاصة العقود المدنية و التجارية و البنكية pdf

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *